مراتب الحسد
محمد بن فنخور العبدلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الحسد هو تمني زوال النعمة عن صاحبها سواء كانت نعمة دين أو دنيا ، وعلى النقيض منها الغبطة فهي أن يتمنى الشخص أن يكون عنده مثل ما عند فلان دون زوال هذه النعمة ، والفرق بينهما أن الحسد حرام لأنه يبين كراهية الحاسد للمحسود ، والغبطة ليست بحرام لأن فيها التشجيع على المنافسة وهذا جائز شرعاً ، ومن الأدلة على تحريم الحسد قوله تعالى ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) سورة النساء (54) ، وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ...) , وجاء في الأثر عن الفضيل بن عياض أنه قال ( إن المؤمن يغبط ، والمنافق يحسد ) ، وبداية ظهور الحسد هو حسد إبليس لآدم وعندما رفض أن يسجد له , ثم قصة ابني آدم عندما قتل أحدهما الآخر وراجع القصة أن شئت في سورة المائدة .
إذاً فالحسد يتمثل في تمني زوال نعمة المال ، أو الزوجة ، أو المنصب الوظيفي ، أو الوضع التجاري ، أو محبة الناس ، أو كره الخير للآخرين .............الخ
اعلم يا أخي الكريم أن الحسد يـأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ، وأن عداوة الحسد لا تزول قال الشاعر :
كل الـعداوات قـد ترجى إزالتها ،،،،،،،، إلا عــداوة من عاداك عــن حسد
فالحسد جرح لا يبرأ ، والحاسد لا ينال من المجالس إلا مذمةً وذلاً ، ولا ينال من الملائكة إلا لعنةً وبغضاً ، ولا ينال عند الموقف إلا فضيحة ونكالاً .
أخي الفاضل اعلم أن للحسد مراتب هي :
المرتبة الأولى : أن الحاسد يتمنى زوال النعمة عن الغير ، ويعمل ويسعى في الوسائل المحرمة الظالمة ويسعى في اساءته بكل ما يستطيع وهذا غاية الخبث والخسة والدناءة ، وهذه الحالة هي الغالبة في الحسّاد ، خصوصاً المتزاحمين في صفة واحدة كالمال والمنصب والجاه ونحوها .
المرتبة الثانية : أن الحاسد يتمنى زوال النعمة ويحب ذلك وإن كانت لا تنتقل إليه ، وهذا في غاية الخبث ، ولكنها دون الأولى .
المرتبة الثالثة : أن يجد الحاسد من نفسه الرغبة في زوال النعمة عن المحسود سواء انتقلت إليه أو إلى غيره ، ولكنه في **** مع نفسه وكفها عمّا يؤذي خوفاً من الله تعالى وكراهية في ظلم عباد الله ، ومن يفعل هذا يكون قد كُفِيَ شر غائلة الحسد ودفع عن نفسه العقوبة الأخروية ، ولكن ينبغي له أن يعالج نفسه من هذا الوباء حتى يبرأ منه .
المرتبة الرابعة : أن يتمنى الحاسد زوال النعمة عن الغير ، بغضاً لذلك الشخص لسبب شرعي ، كأن يكون ظالماً يستعين على مظالمه بهذه النعمة ، فيتمنى زوالها ليرتاح الناس من شره ، أو فاسقاً يستعين بهذه النعمة على فسقه وفجوره فيتمنى زوالها عنه ليرتاح العباد والبلاد من شره القاصر والمتعدي ، فهذا لا يسمى حسداً مذموماً وإن كان تعريف الحسد يشمله ، ولكنه في هذه الحالة يكون ممدوحاً لا سيما إذا كان يترتب عليه عمل يرفع هذا الظلم والعدوان ويردع هذا الظالم .
المرتبة الخامسة : ألاّ يتمنى الحاسد زوال النعمة عن غيره ولكن يتمنى لنفسه مثلها فإن حصل له مثلها سكن واستراح ، وإن لم يحصل له مثلها تمنى زوال النعمة عن المحسود حتى يتساويا ولا يفضله بشيء .
المرتبة السادسة : أن يحب ويتمنى لنفسه مثلها ، فإن لم يحصل له مثلها فلا يحب زوالها عن غيره فهذا لا بأس به ، إن كان من النعم الدنيوية كالمال الحلال ، وإن كان من النعم الدينية كالعلم والعبادة ، كأنّ يغبط من عنده مال حلال ثم سلطه على هلكته في الحق من واجب ومستحب فإن هذا من أعظم الأدلة على الإيمان ومن أعظم أنواع الإحسان ، وكذا من آتاه الله الحكمة والعلم فوفق لنشره كما في الحديث ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ) ، فهذان النوعان من الإحسان لا يعادلهما شيء ؛ إلا إذا ترتب عليه وساوس شيطانية وخواطر نفسانية تجر الإنسان إلى مواضع الخطر التي تفسد عمله كأن يقول في نفسه : أنا أحق منه بهذا ، فهذا اعتراض على حكمة الله وقسمته ولا يجوز له ذلك .
همسة
قَالَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ ، فَلْتُدْرِكْهُ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَيَأْتِي إِلَى النَّاسِ مَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ ) ، فأحب للناسِ ما تُحبُهُ لنفسِكَ ، واكره لهم ما تكرهُ لكَ .
أخي الفاضل اعلم أن للحسد مراتب هي :
المرتبة الأولى : أن الحاسد يتمنى زوال النعمة عن الغير ، ويعمل ويسعى في الوسائل المحرمة الظالمة ويسعى في اساءته بكل ما يستطيع وهذا غاية الخبث والخسة والدناءة ، وهذه الحالة هي الغالبة في الحسّاد ، خصوصاً المتزاحمين في صفة واحدة كالمال والمنصب والجاه ونحوها .
المرتبة الثانية : أن الحاسد يتمنى زوال النعمة ويحب ذلك وإن كانت لا تنتقل إليه ، وهذا في غاية الخبث ، ولكنها دون الأولى .
المرتبة الثالثة : أن يجد الحاسد من نفسه الرغبة في زوال النعمة عن المحسود سواء انتقلت إليه أو إلى غيره ، ولكنه في **** مع نفسه وكفها عمّا يؤذي خوفاً من الله تعالى وكراهية في ظلم عباد الله ، ومن يفعل هذا يكون قد كُفِيَ شر غائلة الحسد ودفع عن نفسه العقوبة الأخروية ، ولكن ينبغي له أن يعالج نفسه من هذا الوباء حتى يبرأ منه .
المرتبة الرابعة : أن يتمنى الحاسد زوال النعمة عن الغير ، بغضاً لذلك الشخص لسبب شرعي ، كأن يكون ظالماً يستعين على مظالمه بهذه النعمة ، فيتمنى زوالها ليرتاح الناس من شره ، أو فاسقاً يستعين بهذه النعمة على فسقه وفجوره فيتمنى زوالها عنه ليرتاح العباد والبلاد من شره القاصر والمتعدي ، فهذا لا يسمى حسداً مذموماً وإن كان تعريف الحسد يشمله ، ولكنه في هذه الحالة يكون ممدوحاً لا سيما إذا كان يترتب عليه عمل يرفع هذا الظلم والعدوان ويردع هذا الظالم .
المرتبة الخامسة : ألاّ يتمنى الحاسد زوال النعمة عن غيره ولكن يتمنى لنفسه مثلها فإن حصل له مثلها سكن واستراح ، وإن لم يحصل له مثلها تمنى زوال النعمة عن المحسود حتى يتساويا ولا يفضله بشيء .
المرتبة السادسة : أن يحب ويتمنى لنفسه مثلها ، فإن لم يحصل له مثلها فلا يحب زوالها عن غيره فهذا لا بأس به ، إن كان من النعم الدنيوية كالمال الحلال ، وإن كان من النعم الدينية كالعلم والعبادة ، كأنّ يغبط من عنده مال حلال ثم سلطه على هلكته في الحق من واجب ومستحب فإن هذا من أعظم الأدلة على الإيمان ومن أعظم أنواع الإحسان ، وكذا من آتاه الله الحكمة والعلم فوفق لنشره كما في الحديث ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ) ، فهذان النوعان من الإحسان لا يعادلهما شيء ؛ إلا إذا ترتب عليه وساوس شيطانية وخواطر نفسانية تجر الإنسان إلى مواضع الخطر التي تفسد عمله كأن يقول في نفسه : أنا أحق منه بهذا ، فهذا اعتراض على حكمة الله وقسمته ولا يجوز له ذلك .
همسة
قَالَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ ، فَلْتُدْرِكْهُ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَيَأْتِي إِلَى النَّاسِ مَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ ) ، فأحب للناسِ ما تُحبُهُ لنفسِكَ ، واكره لهم ما تكرهُ لكَ .
source منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية http://ift.tt/1BFiidv
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق